قد يتصور البعض أن العمل التطوعي في الكويت حديث العهد، أو هو لاحق على اكتشاف النفط ووفرة المال
لكن الحقيقة هي أن العمل التطوعي في الكويت قديم قدم هذا البلد، ومتأصل في نفوس أبنائه الذين عملوا على تطويره حتى أصبحت الكويت منارة العمل التطوعي بين دول العالم، حتى أصبح لا يذكر العمل التطوعي في أرجاء الأرض إلا ويسبقه اسم الكويت .
لكن الحقيقة هي أن العمل التطوعي في الكويت قديم قدم هذا البلد، ومتأصل في نفوس أبنائه الذين عملوا على تطويره حتى أصبحت الكويت منارة العمل التطوعي بين دول العالم، حتى أصبح لا يذكر العمل التطوعي في أرجاء الأرض إلا ويسبقه اسم الكويت .
وعندما نتكلم عن العمل التطوعي الكويتي، يجب أن نعطي لمحة سريعة وموجزة عنه حتى نعطي هذا البلد المعطاء حقه، وحتى يدرك الجميع أن ما يحدث الآن ليس وليد اللحظة، أو مجرد موقف ليس له جذور.
يعتبر العمل التطوعي في دولة الكويت سمة من سمات الدولة عرفت به في الماضي، وتعرف به في وقتنا الحاضر، والمتتبع لتاريخ العمل التطوعي في دولة الكويت يجد ذلك العطاء الكبير، وذلك العمل العظيم الذي قدمه أبناء الكويت لبلدهم ولأمتهم العربية والإسلامية.
وقد مر العمل التطوعي في دولة الكويت بثلاث مراحل عبر تاريخها نوجزها فيما يلي:
أولاً: العمل التطوعي الفردي
يعتبر العمل التطوعي الفردي في دولة الكويت، أولى المراحل نظراً لصغر المجتمع وبساطة تكوينه، فلم يكن آنذاك مؤسسات حكومية تدير شؤونه أو مؤسسات أهلية تساهم في بنائه، بل كان الجميع رجالاً ونساءً، حكاماً ومحكومين يساهمون في بناء المجتمع، وكان العمل التطوعي جهوداً ذاتيه كل حسب طاقته وقدراته، فكان للحكام دور في إدارة شؤون البلاد، وكان للعلماء دور في التعليم والقضاء والتطبيب والوعظ والإرشاد، وكان للتجار دور في مساعدة الضعفاء والمحتاجين، وبناء المساجد، والأوقاف الخيرية التي يصرف ريعها على احتياجات المجتمع، وافتتاح المدارس الأهلية ودعمها مالياً، وتحديد نسبة 2% من ريع بضائعهم وتجارتهم، تعطى للدولة طواعية منهم، لإعانة الحاكم مالياً في إدارة شؤون البلاد، وتصاعدت هذه النسبة حسب احتياجات البلاد حتى وصلت في يوم من الأيام إلى 5%، واستمر العمل التطوعي الفردي بين أبناء المجتمع الكويتي جيلاً بعد جيل ليدل على أصالة المجتمع الكويتي وإيمانه وحبه لعمل الخير.
ثانياً: العمل التطوعي الجماعي
مع وجود العمل التطوعي الفردي في الكويت قديماً، وجد كذلك العمل التطوعي الجماعي الذي كان يأخذ صورة العفوية والبساطة وتكاتف أبناء المجتمع وتلاحمهم وتعاونهم، ولم يأخذ الجانب المؤسسي آنذاك لصغر المجتمع وقلة إمكاناته، مشهداً من مشاهد التواد والتراحم والعطف الذي امتاز به الكويتيون في ذلك الزمان و تتذكره الأجيال الذي سبقتنا.
ثالثاً: العمل التطوعي المؤسسي
بدأت ملامح العمل التطوعي الجماعي المؤسسي في الظهور في دولة الكويت مع مطلع القرن العشرين، وكان لظهور هذه المؤسسات أسباب عدة أدت إلى ظهورها رغم بساطة المجتمع وقلة إمكاناته وعدد سكانه .
بدأت ملامح العمل التطوعي الجماعي المؤسسي في الظهور في دولة الكويت مع مطلع القرن العشرين، وكان لظهور هذه المؤسسات أسباب عدة أدت إلى ظهورها رغم بساطة المجتمع وقلة إمكاناته وعدد سكانه .
من هذه الأسباب: موقع الكويت الاستراتيجي المطل على الخليج، الأمر الذي أدى إلى مرور العديد من التجار والعلماء والأدباء على دولة الكويت واحتكاكهم بأبناء الكويت، وكذلك حب حكام الكويت لعمل الخير من الأسباب الرئيسية التي أدت إلى ظهور هذه المؤسسات التطوعية والخيرية.
ولهذه الأسباب ولدت أول مؤسسة تطوعية في الكويت وكانت المدرسة المباركية وهي مؤسسة تعليمية ثقافية ساهم أبناء الكويت في دعمها مالياً كما ساهموا بالتعليم فيها وإدارتها، وتوفير كافة احتياجاتها، وكان ذلك في عام 1911م .
ثم جاءت الجمعية الخيرية العربية عام 1913م، ثم المدرسة الأحمدية في عام 1921م، ثم النادي الأدبي عام 1922م، و المكتبة الأهلية كموسسة ثقافية فكرية في عام 1926م.
وفي مطلع الستينيات وذلك في عام 1961م، تم فتح المجال لإنشاء جمعيات النفع العام التطوعية لتساهم مع مؤسسات الدولة في تنمية المجتمع وازدهاره تحت إشراف وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، حتى بلغت في يومنا هذا ما يزيد عن خمس وخمسين جمعية نفع عام في كافة المجالات، لم يتوقف نشاطها داخل المجتمع بل خرج إلى بقاع كثيرة على وجه الأرض، تبني وتعمر، وتعلم وتداوي، تقدم العون والمساعدات في الظروف الصعبة.
وأخيراً.. فإن دولة الكويت استطاعت عبر قرون رغم الظروف التي مرت بها من فقر أو رخاء أن تقدم الكثير من المساهمات لأبناء وطنها وأبناء أمتها في كل العالم، وأن هذه التجربة في العمل التطوعي تجربة فريدة ومتميزة، تستحق تسليط الضوء عليها وتقديرها بقدر ما قدمته وتقدمة دائماً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق