السبت، 14 مايو 2011

النصب التذكاري ... حفظ للتاريخ وفخر للأجيال

تهتم دول العالم من اليابان الى أمريكا وفي أوروبا وحتى في دولنا الخليجية بإنشاء النصب التذكارية في مختلف مناطقها تخليدا لتاريخها، وتمثل تلك النصب مع مرور الزمن رمزا وطنيا تفخر بها الأجيال المتعاقبة وحافظة لمحطات فاصلة و مهمة في تاريخها، وتكون مزارا سياحيا وطنيا يحكي التاريخ। يذكر موقع ويكيبيديا النصب التذكاري بأنه عبارة عن بناء عادة ما يكون مبنى أو تمثال شيد لتخليد ذكرى شخص أو حادثة. والنصب القومية هي أماكن لها أهمية تاريخية وعلمية، والمشاهد الخلابة التي تحافظ عليها الحكومة، باعتبارها ممتلكات شعبية.




ففي العاصمة الأمريكية أقيم نصب عبارة عن مجموعة من الجنود يحملون العلم الأمريكي تخليدا لذكرى شهداء الحرب العالمية الثانية. وفي لندن تم نصب 52 عامود بشكل هندسي تخليدا لذكرى وفاة 52 شخص خلال التفجيرات الارهابية التي ضربت لندن عام 2005. وفي الشارقة بدولة الامارات العربية المتحدة تم عمل نصب تذكاري عبارة عن مجسم ذهبي لأبراج الكويت في ميدان الكويت وذلك ليبقى على الدوام رمزا حيا للعلاقة الأخوية الحميمة التي تربط بين البلدين والشعبين. أما من أشهر تلك النصب التذكارية هو تمثال الحرية في نيويورك، وهو مهداة من فرنسا للولايات المتحدة كهدية تذكارية بهدف توثيق عرى الصداقة بين البلدين بمناسبة الذكري المئوية للثورة الأمريكية.
تتنوع النصب التذكارية بتصاميمها وأهدافها والغرض منها، فمنها ما يخلد لقائد أو مناضل، ومنها ما يخلد حرب أو معركة أو حادثة تاريخية، ومنها أيضا ما يخلد الشهداء وغيرها من المناسبات السياسية والاقتصادية والرياضية الخ.




ونأتي إلى الكويت، فالمناسبات والأحداث التي مرت بالكويت كثيرة وتستحق منا الاهتمام بها وتجسيدها وتخليدها للأجيال القادمة. ولعل من أهمها هي حادثتي الغزو العراقي الغاشم عام 1990 وحرب التحرير (عاصفة الصحراء) عام 1991 والتعبير عن الشكر لقوات التحالف. بالإضافة إلى معركتي الجهراء والرقعي، وحدث تصدير أول شحنة نفط وإصدار الدستور و مناسبة مرور خمسون عاما على الاستقلال وتخليد التاريخ البحري للكويت وحياة البادية. وغيرها الكثير من الأحداث والمناسبات.

ولا وجود لأي نصب تذكاري واحد يحمل القيمة الحقيقية المرادة من إنشائه، إذا استثنينا أبراج الكويت. كل ما هو موجود هي محاولات بائسة لشركات تود الاستفادة من نصب تذكاري خجول لا يمثل أي قيمة تاريخية أو وطنية من أجل الاعلان التجاري للشركة. والجهات المسؤولة بالدولة وللأسف لاتهتم لمثل تلك الصروح التي قد تراها لاتسمن ولاتغني من جوع. لكن في الحقيقة تلك الصروح لو تم إنشائها بشكل مدروس ومميز، وتمت المحافظه عليها وصيانتها، سوف تكون قيمة وطنية تفخر بها أجيالنا أمام العالم المتحضر.

الاثنين، 24 يناير 2011

إحتفالاتنا... حضارية



مع حلول الأعياد الوطنية لديرتنا الحبيبة الكويت، تظهر على السطح من جديد هاجس الأخطاء والممارسات اللا مسؤولة واللا حضارية من قبل البعض من الاطفال والشباب وبل حتى العوائل. وهذه الممارسات بكل تأكيد لاتمت بصلة بفرحة الاحتفالات ولا بمكانة تلك المناسبات الوطنية العزيزة على قلوب جميع الكويتيين والمقيمين على أرض الكويت الطيبة. ونذكر منها:

1- كمية الاوساخ الرهيبة الملقاة على الشوارع والارصفة بعد مسيرات الفرح.


2- الاستهتار من قبل بعض قائدي المركبات مما يسبب الحوادث المرورية.


3- جري الاطفال بين السيارات بشكل مفاجئ مما يعرض حياتهم للخطر.


4- الاستهانة بمكانة العلم الوطني ورميه على الارض دون ادنى شعور وطني.


5- التحرش بالبنات والعوائل بداعي بالفرحة بالاعياد.


6- استخدام عبوات الرغوة واحيانا مواد اخرى ضارة جدا على الانسان.


كل تلك السلبيات والممارسات الخاطئة لا تمت للاحتفالات الوطنية بصلة. انما هي ممارسات تشوه صورة الكويت وأهلها المشرقة، وتعكر صفو فرحة أهل الكويت بأعيادهم الوطنية.





ما الحل؟


كأفراد مجتمع لايمكننا إلا أن نبدأ بأنفسنا، ومن ثم بتوجيه ونصح من هم حولنا بضرورة الاخذ بالاعتبار صورة ديرتنا واظهار احتفالاتنا بأجمل حلة. والتعاون مع أخواننا رجال الداخلية للحفاظ على أمننا ومرور المسيرات بمرونة وسلام. أما الدور الأكبر (طويل المدى) فيقع بالدرجة الاولى على أولياء الامور بغرسهم لمفاهيم الوطنية الحقيقية في نفوس أبنائهم وبناتهم من الصغر. وتعليمهم وتعويدهم على النظام والنظافة في الاماكن العامة. فكما هو مسكنهم بيتهم الصغير، الكويت هي بيتهم الكبير، لتكون إحتفالاتنا .. حضارية.





وكل عام والكويت وأميرها وشعبها بخير وسلام

الأحد، 5 سبتمبر 2010

العمل التطوعي في الكويت

قد يتصور البعض أن العمل التطوعي في الكويت حديث العهد، أو هو لاحق على اكتشاف النفط ووفرة المال
لكن الحقيقة هي أن العمل التطوعي في الكويت قديم قدم هذا البلد، ومتأصل في نفوس أبنائه الذين عملوا على تطويره حتى أصبحت الكويت منارة العمل التطوعي بين دول العالم، حتى أصبح لا يذكر العمل التطوعي في أرجاء الأرض إلا ويسبقه اسم الكويت .
وعندما نتكلم عن العمل التطوعي الكويتي، يجب أن نعطي لمحة سريعة وموجزة عنه حتى نعطي هذا البلد المعطاء حقه، وحتى يدرك الجميع أن ما يحدث الآن ليس وليد اللحظة، أو مجرد موقف ليس له جذور.
يعتبر العمل التطوعي في دولة الكويت سمة من سمات الدولة عرفت به في الماضي، وتعرف به في وقتنا الحاضر، والمتتبع لتاريخ العمل التطوعي في دولة الكويت يجد ذلك العطاء الكبير، وذلك العمل العظيم الذي قدمه أبناء الكويت لبلدهم ولأمتهم العربية والإسلامية.
وقد مر العمل التطوعي في دولة الكويت بثلاث مراحل عبر تاريخها نوجزها فيما يلي:
أولاً: العمل التطوعي الفردي
يعتبر العمل التطوعي الفردي في دولة الكويت، أولى المراحل نظراً لصغر المجتمع وبساطة تكوينه، فلم يكن آنذاك مؤسسات حكومية تدير شؤونه أو مؤسسات أهلية تساهم في بنائه، بل كان الجميع رجالاً ونساءً، حكاماً ومحكومين يساهمون في بناء المجتمع، وكان العمل التطوعي جهوداً ذاتيه كل حسب طاقته وقدراته، فكان للحكام دور في إدارة شؤون البلاد، وكان للعلماء دور في التعليم والقضاء والتطبيب والوعظ والإرشاد، وكان للتجار دور في مساعدة الضعفاء والمحتاجين، وبناء المساجد، والأوقاف الخيرية التي يصرف ريعها على احتياجات المجتمع، وافتتاح المدارس الأهلية ودعمها مالياً، وتحديد نسبة 2% من ريع بضائعهم وتجارتهم، تعطى للدولة طواعية منهم، لإعانة الحاكم مالياً في إدارة شؤون البلاد، وتصاعدت هذه النسبة حسب احتياجات البلاد حتى وصلت في يوم من الأيام إلى 5%، واستمر العمل التطوعي الفردي بين أبناء المجتمع الكويتي جيلاً بعد جيل ليدل على أصالة المجتمع الكويتي وإيمانه وحبه لعمل الخير.
ثانياً: العمل التطوعي الجماعي
مع وجود العمل التطوعي الفردي في الكويت قديماً، وجد كذلك العمل التطوعي الجماعي الذي كان يأخذ صورة العفوية والبساطة وتكاتف أبناء المجتمع وتلاحمهم وتعاونهم، ولم يأخذ الجانب المؤسسي آنذاك لصغر المجتمع وقلة إمكاناته، مشهداً من مشاهد التواد والتراحم والعطف الذي امتاز به الكويتيون في ذلك الزمان و تتذكره الأجيال الذي سبقتنا.
ثالثاً: العمل التطوعي المؤسسي
بدأت ملامح العمل التطوعي الجماعي المؤسسي في الظهور في دولة الكويت مع مطلع القرن العشرين، وكان لظهور هذه المؤسسات أسباب عدة أدت إلى ظهورها رغم بساطة المجتمع وقلة إمكاناته وعدد سكانه .
من هذه الأسباب: موقع الكويت الاستراتيجي المطل على الخليج، الأمر الذي أدى إلى مرور العديد من التجار والعلماء والأدباء على دولة الكويت واحتكاكهم بأبناء الكويت، وكذلك حب حكام الكويت لعمل الخير من الأسباب الرئيسية التي أدت إلى ظهور هذه المؤسسات التطوعية والخيرية.
ولهذه الأسباب ولدت أول مؤسسة تطوعية في الكويت وكانت المدرسة المباركية وهي مؤسسة تعليمية ثقافية ساهم أبناء الكويت في دعمها مالياً كما ساهموا بالتعليم فيها وإدارتها، وتوفير كافة احتياجاتها، وكان ذلك في عام 1911م .
ثم جاءت الجمعية الخيرية العربية عام 1913م، ثم المدرسة الأحمدية في عام 1921م، ثم النادي الأدبي عام 1922م، و المكتبة الأهلية كموسسة ثقافية فكرية في عام 1926م.
وفي مطلع الستينيات وذلك في عام 1961م، تم فتح المجال لإنشاء جمعيات النفع العام التطوعية لتساهم مع مؤسسات الدولة في تنمية المجتمع وازدهاره تحت إشراف وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، حتى بلغت في يومنا هذا ما يزيد عن خمس وخمسين جمعية نفع عام في كافة المجالات، لم يتوقف نشاطها داخل المجتمع بل خرج إلى بقاع كثيرة على وجه الأرض، تبني وتعمر، وتعلم وتداوي، تقدم العون والمساعدات في الظروف الصعبة.
وأخيراً.. فإن دولة الكويت استطاعت عبر قرون رغم الظروف التي مرت بها من فقر أو رخاء أن تقدم الكثير من المساهمات لأبناء وطنها وأبناء أمتها في كل العالم، وأن هذه التجربة في العمل التطوعي تجربة فريدة ومتميزة، تستحق تسليط الضوء عليها وتقديرها بقدر ما قدمته وتقدمة دائماً.

الجمعة، 9 يوليو 2010

إفتتاحية

انطلق صوت وطنا، صوتنا الذي نعبر به عن آرائنا وأفكارنا في مجموعة وطنا للعمل التطوعي تجاه العديد من القضايا الاجتماعية والثقافية والانسانية والوطنية. ملتزمين بالوقت نفسه بأهدافنا ومبادئنا التي تلزمنا باحترام الآخرين والعمل على توحيد الصف الوطني بين جميع أبناء الشعب الكويتي.