ففي العاصمة الأمريكية أقيم نصب عبارة عن مجموعة من الجنود يحملون العلم الأمريكي تخليدا لذكرى شهداء الحرب العالمية الثانية. وفي لندن تم نصب 52 عامود بشكل هندسي تخليدا لذكرى وفاة 52 شخص خلال التفجيرات الارهابية التي ضربت لندن عام 2005. وفي الشارقة بدولة الامارات العربية المتحدة تم عمل نصب تذكاري عبارة عن مجسم ذهبي لأبراج الكويت في ميدان الكويت وذلك ليبقى على الدوام رمزا حيا للعلاقة الأخوية الحميمة التي تربط بين البلدين والشعبين. أما من أشهر تلك النصب التذكارية هو تمثال الحرية في نيويورك، وهو مهداة من فرنسا للولايات المتحدة كهدية تذكارية بهدف توثيق عرى الصداقة بين البلدين بمناسبة الذكري المئوية للثورة الأمريكية.
تتنوع النصب التذكارية بتصاميمها وأهدافها والغرض منها، فمنها ما يخلد لقائد أو مناضل، ومنها ما يخلد حرب أو معركة أو حادثة تاريخية، ومنها أيضا ما يخلد الشهداء وغيرها من المناسبات السياسية والاقتصادية والرياضية الخ.
ونأتي إلى الكويت، فالمناسبات والأحداث التي مرت بالكويت كثيرة وتستحق منا الاهتمام بها وتجسيدها وتخليدها للأجيال القادمة. ولعل من أهمها هي حادثتي الغزو العراقي الغاشم عام 1990 وحرب التحرير (عاصفة الصحراء) عام 1991 والتعبير عن الشكر لقوات التحالف. بالإضافة إلى معركتي الجهراء والرقعي، وحدث تصدير أول شحنة نفط وإصدار الدستور و مناسبة مرور خمسون عاما على الاستقلال وتخليد التاريخ البحري للكويت وحياة البادية. وغيرها الكثير من الأحداث والمناسبات.
ولا وجود لأي نصب تذكاري واحد يحمل القيمة الحقيقية المرادة من إنشائه، إذا استثنينا أبراج الكويت. كل ما هو موجود هي محاولات بائسة لشركات تود الاستفادة من نصب تذكاري خجول لا يمثل أي قيمة تاريخية أو وطنية من أجل الاعلان التجاري للشركة. والجهات المسؤولة بالدولة وللأسف لاتهتم لمثل تلك الصروح التي قد تراها لاتسمن ولاتغني من جوع. لكن في الحقيقة تلك الصروح لو تم إنشائها بشكل مدروس ومميز، وتمت المحافظه عليها وصيانتها، سوف تكون قيمة وطنية تفخر بها أجيالنا أمام العالم المتحضر.